ما هو السرد القصصي وعلاقته باستراتيجيتك التسويقية الإلكترونية؟

ما هو السرد القصصي وعلاقته باستراتيجيتك التسويقية الإلكترونية؟

السرد القصصي
جدول المحتويات

هل سبق لك أن سمعت بالسرد القصصي؟ هل تعرف كيف يمكن أن يحدث تحولًا في استراتيجية التسويق الخاصة بك؟

السرد القصصي أو Storytelling هو فن وأداة قوية يتم استخدامها لإقامة الاتصال وبناء الثقة مع الجمهور. هو ليس فقط عن رواية القصص، ولكنه عن خلق تجربة مشتركة بين العلامة التجارية والجمهور. يتطلب السرد القصصي مهارة، إبداع، والكثير من التدريب والممارسة.

هذا الفن يحتاج إلى العمل والاستمرارية، ولكنه يستحق الجهد. القصص هي الأداة الرئيسية في الحملات الإعلانية والتسويقية الناجحة، وتساعد على تميز العلامات التجارية وتعزيز الولاء لدى العملاء.

في هذه المدونة، سنستكشف معًا أسرار السرد القصصي في التسويق، وكيف يمكنك توظيفه لإحداث تغيير في استراتيجية التسويق الخاصة بك؟.

ما هو السرد القصصي؟

يمكن تعريف السرد القصصي (Storytelling) أنه عبارة عن وسيلة أو أسلوب يتم من خلاله استعمال طريقة السرد مع بعض الحقائق بهدف توصيل رسالة أو معنى ما إلى الجمهور. يمكن أن تكون هذه الحقائق عبارة عن قصص واقعية حدثت بشكل فعلي وقد يكون بعضها تم إعادة تشكيلة أو الارتجال فيه أو تأليفه وذلك أيضًا بهدف العمل على توضيح الرسالة التي يوجد رغبة في توصيلها بطريقة جيدة.

كما أن السرد أو إلقاء القصص نوع من الفن قديم جدًا ويوجد في كل الثقافات المختلفة والمجتمعات كذلك. حيث ان القصة تعد كلغة يمكن للعالم كله فهمها ومعرفة مقصدها وذلك باختلاف البلاد أو الثقافة أو اللهجات الخاصة بهم.

تؤثر القصص في العاطفة وتعمل على تحفيز الخيال لدى المتلقين والمستمعين. ويمكن التعبير عن الأمر بانك عندما تقوم بحكاية قصة فذلك يشبه العمل على تصميم صورة من خلال الكلمات. 

ويمكن تعريف السرد القصصي أيضا على أنه الحكي أو رواية القصة بناءً على عاملين: الأول هو القصة التي تحتوي على الأحداث التي سيتم روايتها والثاني هو الطريقة أو الأسلوب التي سيتم اتباعه في إلقائها أو سردها.

يعمل البعض على تنمية وتعزيز المهارات الخاصة بهم المتعلقة بكيفية إلقاء أو سرد القصص ومن ثم يعملون على تمثيل العلامات التجارية أو الأعمال الخاصة بهم وفي الغالب يتمثل هؤلاء في كُتاب المحتوى (Content Writers) والأشخاص الذين يعملون في التسويق(Marketers) أو الذين لديهم خبرة في مجال العلاقات العامة (PR).ما هو السرد القصصي؟

ما أهمية السرد القصصي؟

  • تساعد القصص على فهم المفاهيم المجردة بشكل أكبر وترسيخها بالإضافة إلى توضيح الأشياء المعقدة والعمل على توصيل فكرتها وشرحها بطريقة أفضل، على سبيل المثال يمكن أن يقوم معلم ما بالاستعانة ببعض الأمثلة الحقيقية أو من أرض الواقع للمساعدة على توضيح شيء معين، أو قيام متحدث في مجال معين باستعمال دراسة حالة لشيء ما لتسهيل عرض بعض البيانات التي تتميز بالتعقيد.
  • تعمل القصص والحكايات علي اتحاد الأشخاص مع بعضهم وجمعهم. حيث تعد عبارة عن لغة يمكن لكل العالم فهمها بشكل ما.
  • القصص تعمل على الهام الأشخاص وتساعد على التحفيز.
  • كما يفيد العلامات التجارية أيضا حيث عندما تتميز هذه العلامات والمؤسسات بالأصالة والوضوح والشفافية فإن القصص تساعد على جعلها واقعية أكثر وتسهل عملية التواصل بين العملاء وبين أصحاب هذه العلامات.
  • يساعد سرد القصص كذلك على تنمية الولاء للعلامة التجارية وتعزيز إخلاص العملاء لها.
  • العمل على إنشاء حكاية أو سرد له علاقة بالعلامة التجارية والشركة أو المنتجات الخاصة بك يعد عامل مفيد جدًا حيث يعمل على إعطاء طابع إنساني لهذا المنتج. بالإضافة إلى المساعدة على تسويق الأعمال الخاصة بك بشكل طبيعي.
  • ومن أهمية السرد القصصي أنه يساعد على إزالة أي عوامل صلابة أو جمود من النص الذي يتم عرضه وتحفيز العاطفة أكثر.
  • العمل على سرد القصص التي تشتمل على تجارب ومعلومات واقعية يساعدك على إنشاء وتوطيد العلاقة مع المستهلكين بالإضافة إلى الحصول على تفاعلات مع المحتوى.
  • من مزايا سرد القصص أنه على خلاف غيره من الأنواع الأخرى للمحتوى يساعد على الحصول على مشاركة العملاء وتفاعلهم لمدة أكبر كما يساعد على تذكر الجمهور للعلامة التجارية من خلال القيام بسرد القصة بطريقة مميزة وجيدة وبالتالي يساعد على معرفة العلامة التجارية بشكل أكبر.
  • من مزايا سرد القصص أنها تساعد على انتشار المحتوى بشكل أكبر والذي ساعد على ذلك هو مواقع السوشيال ميديا أو التواصل الاجتماعي حيث سهلت هذه المواقع العمل على نشر المحتوى وتوزيعه على فئات متنوعة من الجمهور.

ما هي أنواع السرد القصصي؟

يشتمل السرد القصصي على الكثير من الأنواع والتي تقسم بدورها إلى فئات أخرى بناءً على بعض الأمور. مثل عامل الزمن وعامل الشكل الذي يتم عرضه به وكذلك حسب الضمير الخاص بالشخص الذي يقوم بالإلقاء(السارد).

أنواع السرد القصصي المقسمة حسب الضمير الذي يتم استخدامه:

  • السرد القصصي بواسطة استعمال ضمير المتكلم.
  • السرد أو الحكي باستخدام ضمير الغائب.
  • القص أو السرد عن طريق ضمير المخاطب.

سرد القصص المقسم وفقًا للمدى الزمني

  • السرد المتقطع.
  • السرد المتتابع أو التسلسلي.
  • الحكي أو السرد الذي يتميز بالتناوب بين الأحداث الخاصة به.

سرد أو رواية القصص الذي يقسم بناءً على الكيفية التي يتم تقديمه بها

  • الكتابي (أي الذي يتم توثيقه في الورق).
  • السرد البصري.
  • المعتمد على الحديث أو الشفوي.

ولكن سيتم التركيز هنا على أنواع السرد القصصي التي يمكن الاستفادة منها في مجال التسويق:

يوجد مجموعة من الدراسات الموجودة حديثاً والتي تدل على أن استعمال السرد القصصي في عملية الترويج والتسويق لأي علامة تجارية يؤدي إلى ارتفاع قيمة الخدمة المقدمة أو المنتج لدرجة كبيرة تزيد عن 20 ضعف.

كما أن نسبة تصل لحوالي 92% من الجمهور يحبون الإعلانات التي تكون على شكل سرد أو حكاية قصة وذلك وفقاً لما جاء في (digital marketing institute).

أنواع سرد القصص التي يمكن الاستفادة منها في التسويق:

  • السرد القصصي الذي يتم انشائه بناءً على البيانات 

يزيد إنتاج البيانات في الوقت الحالي بمقدار كبير جدًا وفي حال استخدام هذا المقدار الهائل من البيانات للعمل على تصميم قصص مرئية مميزة وتتسم بالجاذبية تعد وسيلة رائعة تستعين بها المؤسسات والعلامات التجارية مستقبلاً لمواجهة هذا الكم الكبير والفوضى الذي تنتجها هذه البيانات.

ومن أمثلة السرد القصصي الذي يعتمد على البيانات الموجودة على أداة الإحصائيات الخاصة بجوجل (google trends).

  • استخدام طريقة الإعلانات التي تكون بشكل مصغر

كانت المؤسسات والعلامات التجارية تتطلب الحاجة إلى إنشاء أساليب ووسائل جديدة يمكن من خلالها الوصول للعملاء والتواصل معهم. وكذلك بث الرسالة الخاصة بكل علامة تجارية كجزء من الخطة أو الاستراتيجية التسويقية التابعة وبناءً على ذلك تم ظهور إعلانات الفيديو الصغيرة.

تعد مقاطع الفيديو من الأدوات أو الطرق الجيدة جدًا لاستخدامها في عرض القصص. حيث أن العلامات التجارية التي تعتمد على الفيديوهات يرتفع معدل الزيارات وحركات المرور الخاصة بها إلى حوالي 41% بدرجة أكبر من تلك التي لا تهتم باستخدام الفيديوهات.

وبناءً على ذلك قام موقع فيسبوك بتقديم ميزة الإعلانات المصغرة التي تتيح للعلامات التجارية بتقديم أو سرد قصصها الخاصة. وتكون المدة الخاصة بها عبارة عن 6 ثواني.

وبعد ذلك قامت منصة يوتيوب بتقديم ميزة كذلك للقصص المصغرة عبارة عن تحدي تكون المدة الخاصة به 6 ثوان أيضا.

  • نوع السرد القصصي المحيط بالعميل

من قبل ظهر ما يسمى بالواقع الافتراضي(VR) وبعد ذلك أصبح شيء يمكن العمل على تنفيذه من قبل العلامات التجارية والشركات للتمكن من التواصل مع الجمهور الخاص بها. وبناءً على ذلك أصبح وسيلة أو أداة مميزة يمكن أن تستخدمها المؤسسات المختلفة للعمل على بث الرسالة الخاصة بها للجمهور والحصول على عملاء جدد وشد انتباههم.

يمكن توضيح هذا الأمر في أن الغرض من هذه الوسيلة هو العمل على جذب العميل وإدخاله في محاكاة أو تجربة تعبر عن الجوهر أو المضمون الخاص بقصة العلامة التجارية أو الشركة يستطيع التفاعل معها بحواسه. ويمكن توضيح ذلك من خلال اللعبة التي تسمى بوكيمون جو (Pokemon Go) التي حققت نجاحًا كبيرًا.

كما يمكن أن تظهر العديد من الوسائل والأشياء المبتكرة والتي تختص بالتسويق الإلكتروني في حال حدوث تطورات في هذه النوعية من أنواع السرد القصصي وبالتالي لن تكون هذه الابتكارات مجرد أداة يمكن من خلالها سرد أو حكاية القصص ولكنها كذلك تتيح للأشخاص الآخرين من خلال بعض الأدوات إمكانية صقل وتطوير المهارات الخاصة بهم وتنميتها إلى درجة أعلى أو مستوى آخر.

  • القصص التي يتم سردها وابتكارها من قبل العملاء

يمتلك الجمهور والعملاء في الوقت الحالي الكثير من المواقع والقنوات التي يستطيعون من خلالها مناقشة الآراء الخاصة بهم وتبادلها.

ومن خلال هذا الأمر أصبح هناك الكثير من القصص التي تم إنشاؤها من قبل العملاء أو المشترين أنفسهم والتي بدورها تتيح العمل على بناء الثقة وتعزيزها، ورفع معدل الوصول إلى شريحة أكثر من الجمهور.

وللحصول على هذا النوع من القصص يمكن فعل ذلك من خلال العديد من الخيارات المختلفة، على سبيل المثال:

  • الخيار الأول.. يمكن العمل على استضافة الأشخاص المؤثرين الذين هم عملاء عندك بالفعل.
  • أو بدلًا من الاستضافة يمكن الطلب منهم كتابة مقال أو إنشاء تدوينة.
  • أو من خلال مواقع السوشيال ميديا.

ومن الأمثلة على هذا النوع من أنواع السرد القصصي هي القصص التي يقوم بسردها الجمهور الخاص بشركة (Airbnb). والتي يتم عرضها في القسم الخاص بالقصص من مجتمع الشركة (Stories from the Airbnb Community).

  • المواقع الاجتماعية المظلمة (Dark Social) 

مواقع التواصل الاجتماعي المظلمة هي عبارة عن مصطلح يدل أو يعبر عن المشاركات التي تحدث ولكن لا يوجد إمكانية لتتبع مصدرها بشكل دقيق ومثال على ذلك هي البيانات والإحصائيات التي لم تستطع أدوات ووسائل التحليل القيام بحفظها أو تسجيلها.

ولتوضيح هذا الأمر أيضاً عندما يقوم مستخدم ما على أي منصة من منصات السوشيال ميديا المختلفة مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام أو حتي لينكدإن بالنقر علي لينك أو رابط يوجه إلى موقع إلكتروني ما. من خلال هذه المنصات فإن أدوات أو خدمات التحليل تستطيع تتبع هذا التحويل ومعرفة مصدره.

ولكن الأمر يزداد تعقيدًا أكثر في حالة قيام المستخدمين بنسخ الروابط ومشاركتها عبر البرامج المختلفة كالواتس آب (WhatsAPP) وسناب شات أو من خلال الرسائل النصية أو غيرها من الطرق القديمة التقليدية سيؤدي ذلك إلى زيادة الاحتياج إلى أدوات أكثر يمكن من خلالها معرفة المصادر التي تأتي منها التحويلات وتتبعها. حيث أن حوالي نسبة 70% من التحويلات التي يتم الحصول عليها تكون عبر مواقع السوشيال ميديا المظلمة.

وبسبب ارتفاع معدل المستخدمين الذين يستفيدون من التطبيقات المختلفة واعتبارها أداة للتواصل ومصدر يمكن الحصول منه على الفوائد والمعلومات. كنظام الرسائل القصيرة (SMS) وبرنامج سناب شات وكذلك خدمة جوجل Hangouts وغيرها من الوسائط المختلفة وبناءً على ذلك ينبغي علي العلامات التجارية الاستعانة بهذه الأدوات واستخدامها لنشر القصص.

كما تتيح هذه الأدوات للأشخاص الذين يقومون بعملية التسويق الالكتروني الكثير من الفوائد مثل ارتفاع معدل التفاعلات وتنمية عملية التواصل وإتاحة الفرصة للعملاء لمشاركة القصة الخاصة بالعلامة التجارية والتحدث عنها.

  • نوع السرد القصصي الذي ينشئ بناءً على أخلاق أو أسلوب العمل

أصبح الجمهور في الوقت الحالي أكثر وعيًا من أي وقت مضى. ويفضلون الشفافية والوضوح بشكل أكبر حيث تزداد رغبتهم في التعرف على العلامات التجارية والمؤسسات وما هي طريقة قيام هذه العلامات التجارية بالعمل الخاص بها والكيفية التي تتعامل بها مع العمال والموظفين وغيرها الكثير من الأمور.

لهذا السبب يجب أن يكون السرد القصصي يتميز بدرجة كبيرة من الشفافية والوضوح بالإضافة إلى المصداقية والثقة.

 يجب على المؤسسات أن تبذل قصارى جهدها لتقديم الاحتياجات الخاصة بالجمهور والأشياء التي تستحوذ على اهتمامهم وجعلها كعوامل رئيسية للقصص التي سيتم سردها.حيث انه من العوامل التي تؤدي إلى تأثير سيئ وسلبي على الأداء الخاص بالعلامات التجارية هو عدم القدرة على فهم شخصية العملاء والسلوكيات أو الأفعال المتغيرة الخاصة بهم.

ومن أمثلة هذا النوع من أنواع السرد القصصي هي القصص التي تقوم شركة باتاغونيا(patagonia) باستعمالها حيث تحرص من خلالها على إنشاء منتج ذو جودة عالية. وأيضا الاستفادة من الأعمال الخاصة بها لبث بعض الطرق التي تمثل حلول للمشاكل الخاصة بالبيئة. وهذا الأمر هو الذي يتم التركيز عليه في الحملات التسويقية الخاصة بالشركة. كما أن هذه القصص المنشأة يتم بثها إلى جيل من صغار السن والذين يمتلكون رغبة كبيرة في القيام بالتحديات والمغامرات. بالإضافة إلى ان لديهم اهتمام أكبر بالبيئة ومعرفة أكثر بها.

تقنيات السرد القصصي: أشكاله ومستوياته في عالم التسويق
أشكال السرد ومستوياته

يعد السرد أو الحكي هو عبارة عن فعل يعتمد على عامل الزمن. وبناءً على هذا العامل يتضح فهم الشخص الذي يقوم بالرواية أو السارد للأحداث التي يتم روايتها. وعندما يقوم بتحديد الأسلوب الذي سيتم اعتماده أي إما سيعمل على تتبع طريقة محددة أو سيتيح بعض المرونة في الموضوع. مثل حدوث بعض التداخلات أو غير ذلك وبناءً على كل ذلك فإن أهم عامل هنا والذي على أساسه يتم معرفة أشكال السرد هو (عامل الوقت أو الزمن).

سنتناول فيما يلي أهم أشكال السرد ومستوياته:

  • السرد التتابعي أو المتسلسل

يقصد بهذا النوع من أشكال السرد القصصي هو السرد الذي يعتمد على ترتيب الأحداث والوقائع بشكل مرتب ومنتظم. أي يمكن تخيل الأحداث بشكل تدريجي واضح في اتجاه واحد حيث يقوم السارد برواية أحداث القصة بطريقة متدرجة.

وتتمثل طريقة هذا السرد كما يلي: يقوم الراوي بالبدء من الحدث الأول وبعدها ينتقل إلى الثاني ثم بعد ذلك ينتقل إلى الحدث الثالث. ثم الذي يليه أي يتم السرد المتسلسل من بداية الحدث القديم ووصولًا إلى أحدث الوقائع منها.

يتم استخدام شكل السرد هذا عندما يتم رواية أحداث أو قصص تاريخية أو في اليوميات أو السيرة الذاتية.

ومن العوامل الضرورية التي تحكم شكل السرد التسلسلي أنه يتم بناءً على عناصر السرد بمعنى أنه يجب توافر بداية أو مقدمة أولاً. وهذا أمر ضروري ثم بعد ذلك الحدث نفسه أو الواقعة وصولًا إلى الخاتمة أو النهاية. كما يتغير شكل السرد بتغير الترتيب الخاص بهذه العناصر.

  • السرد المتقطع

لا يقوم هذا الشكل السردي على اتباع نمط معين من السرد أو القيام بالسرد بمنطقية محددة حيث يبتعد عن تتابع الأحداث والوقائع بطريقة منطقية. فمثلاً يتم القيام بالسرد أو الحكاية بداية من آخر حدث وبعدها يتم الرجوع إلى أول حدث وبعدها الذي في المنتصف ثم الانتقال بنفس هذا التسلسل.

يعتمد هذا الشكل من أشكال السرد على مجموعة من العوامل المتعلقة بالكتابة. مثل تقنية الحذف والاسترجاع أو الاعتماد على الوصف أو غيرها من الأمور.

كما أن الفرق الذي يكون بين الزمن الذي يتم الرواية أو السرد فيه والزمن الخاص بالقصة نفسها يتضح بشكل كبير. وعليه فإنه يحتاج من الأشخاص المستمعين للحكاية التركيز بشكل كبير في كل الخطوات المتعلقة بالسرد وذلك بهدف فهم الغرض من وراء القصة.

ويعرف هذا الشكل السردي بالسرد المتقطع حيث أن الراوي أو من يقوم بسرد القصة. يمكنه التلاعب وعمل الكثير من التغييرات بدرجة كبيرة جدًا في الزمن الخاص بالرواية. فمثلاً يمكنه بدء السرد بالوقائع بطريقة ملائمة للتوقيت الخاص بالرواية أو القصة نفسها. ولكن يمكن أن يقوم بقطع السرد وبدأ الحديث في توقيت أو زمن مختلف.

  • السرد المتناوب

ويقصد بالشكل السردي هذا هو الذي يقوم بالاعتماد على سرد مجموعة من القصص أو الحكايات عن طريق التناوب فيما بينها. بمعنى أن يقوم الشخص السارد بحكاية القصة ويليها بقصة أخرى أي يبدأ مثلا بالقصة الأولى وبعدها ينتقل إلى القصة الأخرى. ثم يرجع لأول قصة مرة ثانية وبعدها لثالث قصة وبعدها يقوم بالرجوع ويستمر هذا الأمر على نفس المنوال. أي يقوم بالعمل على التناوب بين القصص الموجودة بالطريقة المناسبة.

والذي ساعد على توفير السرد التناوبي هو العوامل المشتركة والمتشابهة التي تكون بين الشخصيات الخاصة بالرواية. وكذلك الوقائع والأحداث التي تتضمنها أيضا(وبالتالي تعد هذه شروط خاصة بهذا النوع من السرد). ولذلك يتوفر بشكل أكبر في المؤلفات المتعلقة بالأفلام أو يوجد في السيناريوهات أو المسلسلات التليفزيونية.

كيف تستكشف تقنيات فعالة للتأثير على جمهورك بأساليب السرد القصصي؟

للتعرف على أساليب السرد القصصي يجب أولاً توضيح بعض الأمور حيث يعد السرد القصصي من الأشياء التي ظهرت حديثًا في مجال التسويق. والتي تستحوذ على اهتمام كبير حيث تعتبر استراتيجية اعلانية أو ترويجية أتاحت الوصول إلى الجمهور في مختلف الأماكن. وكذلك يتم اعطاء أهمية كبير لعملية سرد أو رواية القصة. من خلال اعتبارها من أهم المهارات المميزة والقوية التي يمكن القيام بها بشكل فردي خلال الأعوام القادمة مستقبلاً.السرد القصصي

ولكن العامل السئ هو أن تقنية سرد القصص بنفس طريقة تطبيقها على العلامات التجارية قد تمتلك تكلفة عالية. ولكن هل هذا يعني أن رواية القصص خاصة بالشركات الكبيرة فقط أم أنه يمكن تنفيذها على الشركات والأنشطة التجارية الصغيرة أيضاً. وبالتأكيد نعم يمكن استخدام هذه الطريقة في الشركات البسيطة والصغيرة أيضا.

تعد رواية أو سرد القصص من أقدم الوسائل التي ساعدت على توصيل رسائل معينة وتوضيحها. حيث ان الكثير من الشعوب والمجتمعات القديمة كانت تستعين بـ حكاية القصص. كما أنها تنتشر بين الكثير تقريبًا حيث يمكن أن يكون الكثير من الأشخاص المقربين منك يقومون بسرد القصص. وكذلك قد تقوم باستخدامها سواء كان للرواية عن نفسك أو عن العمل الخاص بك حتى في حال عدم إدراك المفهوم ذاته.

يمكن أن تكون تعمل على سرد القصص بشكل فعلي. وعلى الرغم من ذلك يكون من الأفضل القيام بتطوير المهارات الخاصة بك وتنميتها.

سنتحدث فيما يلي عن أساليب السرد القصصي:

  • امتلاك شخصيتين رئيسيتين(العدو والبطل)

يتطلب انشاء قصة إلى تصميم أشياء رئيسية فيها من هذه الأشياء هو الشخص الصالح أو البطل أو المنقذ. والآخر الشرير أو كما يدعي في أحيان أخرى بالعدو. والذي يمكن أن يعبر عن أشياء كثيرة وليس بالضرورة شخص كالصحراء مثلاً أو حتى الخوف الذي يسيطر على البطل نفسه. وبالتالي فإن المحور الذي تدور حوله القصة هو كيف يمكن للشخص الصالح هزيمة ذلك العدو.

وبالتالي كيف يمكن تطبيق هذا الأسلوب من أساليب السرد القصصي على العمل الخاص بك؟. يمكن ذلك من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة والتي يمكن أن تشتمل على: ما هو العدو الرئيسي لعملاء أو زبائن العمل الخاص بي؟. هل يمثل هذا العدو أي نوع من الخطر؟ هل يتم إهدار المال؟ وهكذا.

  • إظهار الحبكة الدرامية أو استغلال الصراع

يقصد بالصراع هو العمل على توضيح الأمور التي تحدث بين كل من البطل والعدو أو عامل الشر. على سبيل المثال يمكن التعبير عن هذا الأمر في أن البطل مثلاً يحاول العمل على اجتياز الصحراء الذي تمثل عدو وعامل سئ بالنسبة له. وفي حالة الأعمال التجارية هو عندما يأخذ صاحب العلامة التجارية القرار بمواجهة مشكلة ما والتوصل إلى حل للتغلب عليها.

كما أنه يعبر أيضا عن العقبات والمشاكل التي تمت مواجهتها في الطريق نحو تحقيق النجاح. حيث أنه في حال عدم وجود أفعال تمثل الصراع أو الأشياء التي تحدث فإن هذه القصة ضعيفة جدًا وليس لها قيمة.

  • التخلص من الأمور غير الضرورية وليست متعلقة بالموضوع

من المهم في هذه المرحلة العمل على إزالة أي تفاصيل أو فقرات ليست مهمة. ولا تساعد على سير الأحداث الخاصة بالقصة حيث ان الغرض أو الغاية هنا هو القيام بجذب المشاهدين والمستخدمين. على سبيل المثال في حال عدم رغبة عملائك في التعرف على الأحذية الرياضية المميزة والمتقنة بشكل كبير التي قام البطل بالاستعانة بها في اجتياز الصحراء فلا داعي هنا لإخبارهم عنها وهكذا في الأمور الأخرى.

  • العمل على سرد القصص بنفس الطريقة التي تتحدث بها

يقصد هنا أن يتم القيام بسرد أو رواية القصة مثل طريقة التحدث العادية أو الطبيعية. وفي حال عدم التمكن من فعل ذلك بحيث لا تستطيع إخفاء طريقتك الاحترافية. فيمكن في هذه الحالة العمل على تعيين سارد أي الشخص الذي يقوم برواية أو سرد القصص.

  • حاول جعلها تظهر بطريقة مرئية أكثر

تضفي الصور طابع مؤثر جدًا ولها تأثير مختلف علي القصص وتعطيها شكل حيوي أكثر. وهذا يوضح السبب وراء ان معظم القصص الخاصة بالأطفال الصغار تكون عبارة عن صور أو يغلب عليها طابع الصور. في معظم الأحيان بالإضافة أيضا إلى أن عدد كبير من القصص المشهورة تم إعادة صناعتها كأفلام مرة أخرى.

من السهل القيام برواية أو سرد قصة ما حيث يمكن فعل ذلك من خلال الوقوف ومن ثم بدأ السرد. ولكن في حالة إضفاء الطابع المرئي علي القصة فإن ذلك يساعد على تعزيزها أكثر.

كما أن المحتوى المرئي يتقدم بشكل كبير عن النصوص وخصوصًا في حالة استعمال أساليب السرد القصصي. كما أن الصور أو العوامل المرئية تعمل على التأثير في سلوك المشترين بدرجة أعلى بمقدار 60 مرة من العوامل النصية. وذلك بناءً على بعض التحليلات والبيانات الإحصائية.

  • إضفاء طابع شخصي 

بناءً على النقطة السابقة من المهم الاستعانة ببعض الصور للأحداث التي يتم روايتها في القصة بالفعل. أو المناطق الخاصة بالحدث نفسه ويفضل أن تكون هذه الصور صور حقيقية للشخصيات ولا تكون مجرد نماذج للاستعانة بها.

كما يجب التركيز على بعض العوامل كالتالي:

  • العمل على السرد بنفس الطريقة الطبيعية التي يتم التحدث بها.
  • من المهم القيام بإبراز الشخصية الخاصة بك.
  • إظهار بعض مراكز الضعف وكذلك المخاوف التي تعاني منها حيث انك لست الوحيد الذي تمتلك مشاكل أو نقاط ضعف. فالجميع يمتلك ذلك وبالتالي يعد هذا من التأثير الذي تضيفه القصص. حيث أنه في حال سرد أو حكاية القصة المتعلقة بنا فيمكن أن نكون نعبر عن قصة أُناس آخرين كذلك. والذين يمكن أن يكونوا الجمهور أو العملاء الذين تود استهدافهم.
  • تضمين عامل غير متوقع أو مفاجأة ما

تعد المفاجآت من العوامل المهمة التي تضفي طابع التشويق والإثارة على القصة. وبدونها فإنها تبدو مملة أكثر ويمكن أن تكون أدركت ذلك حيث ان كل إنسان بطبيعته راوي قصص.

كما أن القصص المميزة أو الجيدة تتضمن على مفاجأة واحدة كحد أدني ولا يشترط شيء معين في المفاجأة. حيث يمكن أن تكون جيدة أو شيء سلبي ولكنها تعد من الأمور الرئيسية التي من المهم تواجدها في القصة. نتيجة للصراع أو الحبكة الدرامية التي تمثل المحور الذي تدور حوله.

كيف تستخدم طريقة السرد القصصي لتعزيز تأثيرك التسويقي؟

أساليب السرد القصصي

تعد طريقة السرد القصصي هي عبارة عن منهجية أو استراتيجية تعرف بعملية التعليم المؤثر أو الفعال يتم استعمالها بشكل رئيسي. في مرحلة التعليم الابتدائي ولكن من الممكن العمل على تطويرها للاستفادة منها في تعليم البالغين أيضا.

والذين تصدروا في طريقة السرد القصصي وكانوا من الرائدين فيها عدد من الموظفين التابعين لكلية التربية. في الجامعة التي تسمى حديثًا بجامعة ستراثكلايد ( University Of Strathclyde) التابعة لمدينة جلاسكو في اسكتلندا.

إذن ما هي طريقة السرد القصصي؟. أو بمعنى أكثر ما هي الكيفية التي يمكن من خلالها سرد القصص بطريقة مؤثرة وفعالة؟.

تعد تقنية رواية القصة عبارة عن وسيلة فعالة وقوية يستعين بها أعظم الأشخاص في مراكز القيادة لتشجيع الجمهور وإعطائهم التحفيز اللازم. وصولاً إلى الأشخاص في مجال الكتابة للمساعدة في صناعة الأدب. وفي حال البدء بشكل حديث في إنشاء وسرد القصص، يوجد عدد من الإرشادات والنصائح الخاصة بسرد القصص. التي قد تساعد في تحسين طريقة السرد الخاصة بك بالإضافة إلى تنمية عملية التواصل بشكل أفضل مع الجمهور.

  • تحديد الهدف أو الرسالة المحورية

عند تحديد قصة ما ينبغي العمل على معرفة الرسالة أو الغاية التي تهدف إليها. على سبيل المثال في حال كانت القصة تتضمن على رسالة أخلاقية من المهم عندها جذب المشاهدين إليها. وكذلك يجب العمل على رفع نسبة التشويق والتوتر في حالة القيام بسرد قصة شيقة وجذابة. ومهما كانت نوعية الحكاية أو القصة يجب العمل على توضيح الرسالة أو الحبكة الدرامية التي تتحدث عنها القصة.

  • امتلاك بنية مفهومة

يوجد الكثير من الأساليب التي يمكن استخدامها لتصميم قصة ولكن من أهم العوامل التي يجب أن تتضمنها هي المقدمة والوسط ومن ثم الخاتمة. فمثلاً لتوضيح هذا الأمر بشكل أكبر القصة الجيدة تكون في بدايتها حادث أو فعل على أساسه تتطور الأحداث الخاصة بها. وتزداد حتى تصل لأعلى درجة أو إلى الذروة أي الأحداث الفاصلة وفي آخرها تصل إلى نقطة أو حل ملائم.

كما يمكن فهم المزيد حول الهيكل أو البنية التي يجب أن تكون عليها القصة عبر الاطلاع بشكل أكبر على أعمال كبار الكتاب وساردين القصص في الأدب وغيره والقيام بكتابة القصص الخاصة بك على الورق بهدف رؤيتها بشكل أوضح ورؤية البنية الخاصة بها.

  • الاستفادة من التجارب الشخصية الخاصة بك

يقصد بـ طريقة السرد القصصي هذه العمل على التفكير بعمق في الحياة الشخصية لاكتساب بعض الإلهام وبالتالي إمكانية إنشاء قصص جديدة، يجب العمل على التفكير بشكل دقيق في الحياة الشخصية التي تعيشها والتجارب التي اجتزتها وتعرضت لها والعمل على التوصل إلى طريقة لتحويل هذه التجارب الواقعية إلى قصص لسردها.

  • الحصول على تفاعل الجمهور ومشاركته

تحتاج القصص المميزة إلى إنشاء تواصل مع الجمهور والعمل على لفت نظره ولكن هذا الأمر يعتمد بشكل كبير على أسلوب سرد القصة الذي يتم القيام به، على سبيل المثال في حال كان يتم سرد قصة قصيرة يمكن أن يكون من المهم تغيير الاتجاه الذي تنظر إليه أحيانا أي النظر بشكل مباشر إلى المستمعين بدلاً من صفحة القصة طوال الوقت.

ومثال آخر.. في حال كان يتم سرد القصة عبر تسجيل تدوين صوتي أو ما يعرف بـ البودكاست (Podcast) فإن الأمر يعتمد على قدرتك على التعبير من خلال الصوت وكذلك إذا كنت تمتلك الإمكانية على توصيل المشاعر والتأثير بواسطة نبرتك أيضا. ومهما كانت طريقة السرد القصصي الذي ترغب في اختيارها يجب وضع الجمهور في الاعتبار.

كيف يمكن استغلال السرد القصصي في تعزيز فعالية الموشن جرافيك؟

نود أن نلفت انتباهكم أيضا إلى العلاقة بين تقنية السرد القصصي وبين الموشن جرافيك (Motion Graphic)

أولاً: أهمية فيديو الموشن جرافيك بالنسبة للشركات والعلامات التجارية: مقاطع الفيديو عبارة عن وسيط أو أداة تجمع بين كل من الصورة والصوت. وبالتالي تساعد على فهم المشاهدين للغاية أو الرسالة من وراء مقطع الفيديو. ولكن تقنية الموشن تستحوذ علي أهمية كبيرة ويعد أداة تسويقية قوية لمجموعة من الأسباب والتي يتمثل أحد هذه الأسباب في علاقته بسرد القصص وسنفصل ذلك فيما يلي:

الموشن جرافيك وسيلة لسرد القصص تتميز بالمرونة

تتيح مهارة الـ motion graphic العديد من الأدوات التي يمكن استغلالها لإنشاء قصص مميزة وذات فعالية. حيث انه من خلال مزج العديد من الأشياء مثل التعليقات الصوتية والمؤثرات المرئية وعوامل أخرى يمكن أن تتكامل لإنتاج محتوى مميز.

ومن أهم الأمور التي تميز تقنية الموشن جرافيك أنه يوفر إمكانية سرد القصص بشكل مرئي. بدون حصرها في نطاق معين للفيديو مثل الفيديوهات التقليدية التي تتطلب موقع تصوير وأزياء خاصة وهكذا.

وبالتالي يساعد ذلك عند الرغبة في سرد أو رواية القصص التي يغلب عليها الجانب العاطفي. حيث أن هذه النوعية من القصص تساعد على تحريك مشاعر الجمهور وتعمل على تعاطفه مع التجارب التي يتم تجسيدها بشكل مرئي. كأن يتم رؤيتها مصورة على الشاشة وذلك يفسر مشاعر السعادة والرغبة بالضحك عند مشاهدة فيلم كوميدي مثلاً أو العكس.

ولذلك يعد الموشن جرافيك من أفضل الطرق المميزة والمذهلة التي يمكن استثمارها في السرد القصصي. في حال كنت تريد تحفيز العواطف عند الجمهور سواء كان بهدف تعاطفه مع القصة أو تحفيز شعوره بالسعادة.

كيف يمكن أن يساهم السرد القصصي في تعزيز استراتيجيات التسويق الخاصة بك؟

عملية التسويق من خلال سرد القصص هي العمل على استعمال السرد لبث أو توضيح رسالة معينة بغرض تحريك عواطف المستمعين والمشاهدين وبالتالي الحث على فعل إجراء ما.

السرد القصصي في التسويق يتيح للمستخدمين معرفة السبب وراء استحواذ أمر معين علي اهتمامهم وكذلك يساعد على إعطاء مظهر إنساني أكثر على العمل الخاص بك.

يوجد عامل بالغ الأهمية لا تشتمل عليه الإعلانات العادية وهو المشاعر أو العاطفة حيث يوجد العديد من الإعلانات التي تعلق في الذهن والسبب وراء ذلك أن هذه الإعلانات كانت تهدف إلى توصيل رسالة كما أنها ذات مغزى حتى لو كانت ذات حجم صغير أي إذا لم يصل الوقت الخاص بها لدقيقة كاملة ولكنها كانت كافية للفت أنظار الجمهور وتحريك العاطفة لديهم وأيضًا كانت تمتلك نهاية جيدة.استخدام سرد القصص في التسويق

كما أن سرد القصص لا ينحصر فقط في مقاطع الفيديو أو الأفلام بل على العكس يمكن استخدام الصور والأشكال الرسومية أو من خلال الكتابة أو التحدث وكذلك يمكن بث هذه القصص بواسطة كل الشبكات بدايةً من مواقع السوشيال ميديا ووصولاً إلى اللوحات المخصصة للترويج والإعلان (billboards).

ويعد السرد القصصي عبارة عن وسيلة مهمة وفعالة في التسويق كما يعمل على إنشاء ترابط بين الشخص وبين فكرة معينة أو منتج حيث لا يكون فقط مجرد رواية بعض الأمور للجمهور ولكن يعمل على التحفيز للقيام بإجراء معين كعملية الشراء في الوقت الفعلي.

 كما يعد الغرض من السرد القصصي في التسويق هو العمل على تحريك العاطفة لدى الجمهور والعمل على تحفيز شعور معين لديهم وبالتالي هذا الشعور سوف يشجعهم على العمل أكثر ومن خلال ذلك يمكن جعل العلامة التجارية تتناسب مع كل الفئات وإظهارها بمظهر قريب من الإنسانية أكثر.

تم تعريف سرد ورواية القصة بأنها أكثر المهارات التجارية المتميزة والقيّمة في الأعوام القادمة ولذلك تعد عبارة عن طريقة أو وسيلة يمكن استخدامها للفت انتباه الجمهور والاستحواذ على اهتمامهم وحثهم على القيام بالأشياء التي ترغب بها وهي مثبتة بشكل علمي. وعلى الرغم من ذلك في حال تم التحدث عن رواية القصص أمام أصحاب العلامات التجارية أو المسؤولين عن التسويق عندها يمكن ألا تجد ردود أفعال جيدة لعدم إدراك أهمية الأمر.

ماذا تعني استراتيجية السرد القصصي؟

من طرق التسويق الجيدة هي استراتيجية السرد القصصي حيث تساعد على الحصول على انتباه القراء واستمرارهم في الاطلاع على المحتوى لآخره كما تنشئ ترابط بين المستهلكين والشركات أو العلامات التجارية بالإضافة إلى أنه في حالة احتياج العلامات التجارية إلى رفع الأسعار الخاصة بمنتجاتها فيما بعد فإن استراتيجية السرد القصصي توفر لها هذا حيث أصبح لدى الجمهور ولاء وانتماء لهذه العلامة التجارية.

ولكن ماذا تعني استراتيجية السرد القصصي؟

هي عبارة عن قيام شركة أو علامة تجارية ما بالتخطيط للترويج لنفسها عن طريق بعض الأمور باستخدام تقنية السرد القصصي. على سبيل المثال يمكن القيام بتقديم قصة عن هدف قامت الشركة باجتيازه أو حققته أو من قصص النجاح الخاصة بها. وتفاصيل الأمر أي إذا كانت الشركة ساهمت في حل مشكلة معينة بسهولة. أو العمل على سرد قصة معينة تخص أحد العملاء الذين قاموا بشراء منتج معين من المنتجات الخاصة بالعلامة التجارية نفسها وتضمين كل التفاصيل المتعلقة بالأمر أي كيف كان هذا الشخص قبل استعمال هذا المنتج وكيف أصبح وكذلك ذكر رأيه الخاص.

حيث يفضل الأشخاص قراءة أي مواضيع إذا كانت تبدو في شكل قصصي. ويمكن للعلامات التجارية استغلال هذا الأمر والترويج لنفسها ولما تقدمة ضمن القصة التي يتم سردها. وفي منتصف رواية الأحداث يمكن العمل على ذكر الخدمات أو المنتجات التي تتيحها الشركة. وإنشاء صلة بينها وبين الهدف الأساسي من القصة التي يتم روايتها.

وبالتالي سوف يتم إنشاء ترابط بين القصة التي يتم سردها بالمنتج الذي تم ذكره فيها  في تفكير المستمعين. وبالتالي يترسخ في أذهانهم ويصبح من الصعب نسيانه، مما يمكن أن يؤدي إلى الحصول على معدل أكبر من عمليات الشراء بدرجة كبيرة تزيد عن 20 مرة عن أي وسيلة من وسائل التسويق الأخرى.

ما هي الخطوات الأساسية لبناء استراتيجية سرد قصصي فعالة؟
خطوات استراتيجية السرد القصصي

  • اختيار الجمهور المراد استهدافه بواسطة الحملة التسويقية

يقصد بهذه الخطوة هو أن تقوم الشركة أو العلامة التجارية بمعرفة من هو الجمهور الذي ترغب في الوصول إليه. والذي تريد سرد القصة له. للتسويق للخدمات والمنتجات الخاصة بها وهذا العامل يساهم في نجاح استراتيجية السرد القصصي وجعلها مؤثرة وذات فعالية.

  • العمل على إنشاء قصة ذات صلة بالأشياء التي تسوق لها العلامة التجارية

لقد تعرفنا على أهمية القصة والسرد القصصي بشكل فعلي في بداية هذا المقال وكذلك أهمية السرد القصصي في التسويق. وأنه عبارة عن تقنية فعالة للعلامات التجارية للاستعانة بها في الترويج لمنتجاتها. ولذلك يعد أمر سلبي جدًا العمل على اختيار أو إنشاء قصة لا توجد لها صلة بالخدمة أو المنتج الخاص بالشركة والتي تقوم بالترويج له. من الممكن أن تساعد القصة في الحصول على انتباه الجمهور ولكن فيما بعد سيؤدي ذلك إلى نفوره واستيائه من الموقع. وعلى العكس في حال تصميم قصة ذات صلة بالمنتج سوف تقوم هذه القصة باللازم بما يتعلق بترويج هذا المنتج. وبالتالي يزيد ارتباط المستمعين بالمنتج وبالشركة الخاصة به مما يساعد أيضا في اكتساب المزيد من الأرباح.

  • العمل على تحفيز العاطفة عند الأشخاص لحثهم على إتمام عملية الشراء

تعد القصص من العوامل التي تساعد على تحريك العاطفة والتأثير على المشاعر عند الجمهور. والذي بدوره – باختلاف الفئات سواء كانوا ذكور أو إناث- يسعى للحصول على الخدمات والمنتجات التي اثرت في عاطفته وحركت مشاعره. حيث أن هؤلاء أشخاص عاديين يتأثرون بشكل كبير مع القصص التي تتضمن على عوامل تحفز العواطف ويميلون للتفاعل معها.

وبالتالي فإن العلامات التجارية التي ترغب في الحصول على انتباه الأشخاص وتفاعلهم وكذلك على معدل عالي من المبيعات وعمليات الشراء. يجب عليها أن توجه اهتمامها وتركيزها على إنشاء وسرد القصص التي تتسم بالجانب العاطفي وتحفز المشاعر. والتي لها صلة بما تقدمه الشركة من خدمات وأشياء أخرى والقيام بذلك عبر إنشاء حملة اعلانية ممولة.

ما هو السرد الخارجي؟

يعد أسلوب يمكن العمل على اعتباره من ضمن الأنواع التي يشتمل عليها السرد القصصي ودمجه معها. ولكنه لا يعتبر نوع محدد من بينها ويكون مبني على بعض الوقائع والأحداث التي حدثت بشكل واقعي وحقيقي. كالوقائع الاجتماعية أو في الواقع أو تلك الخاصة بالتاريخ للاستعانة بها في تصميم نموذج مرئي او صور في القصص التي سيتم سردها.

في الختام…

عادة ما يتجه المستهلكون للشراء ليس فقط بناءً على ما تقدمه علامتك التجارية من منتجات أو خدمات، ولكن بالأساس بناءً على القيم والرؤية التي تدعمها. في هذا السياق، يتيح السرد القصصي لك الفرصة لتقديم تلك القيم والرؤية بطريقة مميزة وملهمة.

بعد تعرفنا على مفهوم السرد القصصي وأهميته وأنواعه، وعلاقته بالتسويق في هذا المقال من موقع Marketing Factory. يصبح بإمكانك الآن استغلال هذه الطريقة الفعالة في تقديم رواية القصص التي تتضمن محتوى تسويقي فريد – سواء كانت تلك القصص تتعلق بتجارب العملاء، أو برحلة نجاح العلامة التجارية الخاصة بك.

إذاً، من الأهمية بمكان أن تبدع وتفكر خارج الصندوق لتخلق قصصاً ترويجية مذهلة تعزز مكانة علامتك التجارية والمنتجات أو الخدمات التي تقدمها.

مشاركة المقال :